جورج سورا
جورج سورا
جورج سورا، 1888
ولد في 2 ديسمبر 1859
باريس، فرنسا
توفي في 29 مارس 1891
الجنسية فرنسي
المجال الرسم الزيتي
الحركة الانطباعية الجديدة، فن حديث
الأعمال الشهيرة بعد ظهر يوم أحد في جزيرة لا گراند جات
حياته
الشخصية
وُلد
سورا في باريس، وكان انطوائيًا، لم يُعرف سوى القليل من التفاصيل عن حياته الخاصة.
عاش مع والدته وأخيه في كوميون باريس إبان عام 1871. وهو من مؤسسي المدرسة
الانطباعية الجديدة في أواخر القرن التاسع عشر، إذ استطاع بتقانته وأسلوبه المعروف
بالتنقيطية تصوير الضوء وانعكاساته باستعمال لطخات صغيرة متضادة الألوان، فأبدع في
استعمال هذه التقانة بتوليفاتها الضخمة ولطخات الألون الصافية المنفصلة عن بعضها،
والتي يصعب على المشاهد تمييزها إن لم ينظر عن بعد إلى كامل العمل الفني نظرة
شاملة. وبالتقانة هذه جعل لوحاته تومض ببريق من النور، وقد تجلى هذا في لوحتيه:
«حمام سباحة أسنيير» و«بعد ظهر يوم أحد في جزيرة لا گراند جات».
بدأ
جورج سورا الرسم منذ حداثته، وتابع في عام 1875 دورة تدريبية عند النحات جوستان
لوكيان، ثم التحق وهو في السادسة عشرة بمدرسة الفنون الجميلة في عام 1878 حيث
التقى هنري ليمان تلميذ أنگر. راح سورا يصور النساء والرجال صوراً تقليدية إلى أن
عثر في مكتبة المدرسة على كتاب كان مصدر إلهام لـه في مستقبل أيامه عنوانه: «مقالة
عن تواقيع الفن الجلية» تأليف همبرت دو سوبرفيل وحفار من جنيف، يعالج الكتاب
منهجاً مستقبلياً في علم الجمال، ويلقي الضوء على علاقة الخطوط بالصور. تأثر سورا
أيضاً بعالِم الجمال ديڤد سوتر الذي جمع بين الرياضيات وعلم الموسيقى، ولقد أظهر
سورا من عمله الوجيز اهتماماً غير مألوف في أسس الفن الفكرية والعلمية
وحين
ناهز العشرين من عمره، عام 1879، ذهب الفنان إلى برست ليؤدي الخدمة الإلزامية،
ورسم هناك البحر والشواطئ والقوارب، وحين عاد إلى باريس في الخريف التالي ليشارك
في المرسم فناناً آخر هو إدمون-فرنسوا أمان-جان الذي ألحقه فيما بعد في صف ليمان،
ولكنهما افترقا هرباً من سياسات مدرسة الفنون الجميلة وتعاليمها. وفي الربيع استقل
الصديقان مركب المسافرين إلى [[جزيرة گراند جات، وعرض الفنان لوحاته في الصالة
الرسمية حيث كانت الحكومة ترعى فيها المعرض السنوي أول مرة عام 1883، وعرض لوحات
صور شخصية لأمه ولصديقه أمان ـ جان، وبدأ في العام ذاته بإعداد دراسات ورسوم سريعة
ولوحات على الخشب من أجل لوحته «حمام أسنيير» التي تقدم بها للمشاركة في الصالون
ورفضتها لجنة التحكيم عام 1884، وتصور هذه اللوحة أشخاصاً يستحمون في نهر السين في
يوم صيفي، ويستريحون على شاطئه. يلاحظ في هذه الصورة أن تأثير الجو الذي امتاز به
التصوير الانطباعي قد أضيفت إليه متانة في الشكل وفي التصميم، وشارك بهذه اللوحة
في معرض مؤسسة جماعة الفنانين المستقلين، وهي رابطة بلا حكام وبلا جوائز. كان سورا
في هذه المرحلة متأثراً بلوحات بوڤيس دو شاڤان الرمزية النصبية؛ كما اجتمع بالكيميائي
العجوز ميشيل-يوجين شيڤرويل، وجرب وفقاً لنظرياته دوائر النور اللونية، ودرس
تأثيراتها التي يمكن إنجازها بالألوان الثلاثة: الأصفر والأحمر والأزرق ومتمماتها
التي توضح استخدام ثلاث توليفات من الألوان المتكاملة: أحمر وأصفر - أزرق وبرتقالي
- بنفسجي وأصفر، وتعتمد هذه الطريقة على رسم المساحات اللونية على شكل بقع صغيرة
منفصلة من ألوان أساسية متكاملة ينتج من تجمعها اللون المطلوب. التقى سورا مصادفة
بپول سينياك، فتابعا معاً نظريات الألوان التي ابتكرها العلماء وقتذاك، وبصفة خاصة
نظرية «التباين والتوافق» ونظرية «تفاعل الألوان المتكاملة».
أمضى
الفنان عام 1885 يعمل في جزيرة لاگراند جات شتاءً، وفي كامب نورمندي الكبير صيفاً؛
وعرَّفه سينياك المعلم الانطباعي كميل بيسارو الذي تحول مؤقتاً إلى تقانة
التنقيطية. أنهى جورج سورا لوحته (لاغراند جات) وعَرَضها من 15 أيار حتى 15 حزيران
في معرض الانطباعيين، فأثارت هذه اللوحة بتقانتها اهتماماً عظيماً.
أنهى
سورا في عام 1887، رسم لوحة «المتكلّفات». وفي عام 1888 ذهب مع سينياك إلى بروكسل
ليشاهدا المعرض العشرين لمجموعة من الفنانين المستقلين، وشارك في معرض المستقلين
عام 1889 بمناظر طبيعية، وأنجز في أثناء هذه المرحلة صورة شخصية لپول سينياك.
أيامه
الأخيرة
أكمل
الفنان في عام 1890 لوحته «الضوضاء» التي شارك بها في المعرض العشرين في بروكسل،
وصور في الفترة عينها لوحة «الشابة التي تتبرج»، وقضى ذلك الصيف في گراڤلين حيث
صور الكثير من المناظر الطبيعية وحدد ما عسى أن تكون لوحته الأخيرة، ألا وهي
السيرك؛ وعرضها قبل أن تكتمل في المعرض الثامن للفنانين المستقلين، وكأنما بداخله
هاجس بموت وشيك.
أنهك
سورا نفسه في العمل على تنظيم المعرض، وفي عرض الأعمال الفنية وتعليقها، فأصيب إثر
ذلك بقشعريرة تطورت إلى مرض الدفتريا وتوفي قبل أن ينتهي المعرض في يوم أحد الفصح،
وفي اليوم التالي لوفاته قدمت مادلين كنوبلوش نفسها في قاعة الحي الذي تقطن فيه
على أنها أم لبيير جورج سورا؛ الطفل الذي أصيب بعدوى مرض أبيه، وتوفي في 13 مايو
1891.
دفن
سورا في مدفن العائلة في مقبرة الأب لاشيز، تاركاً سبع لوحات كبيرة، وأربعين من اللوحات
والرسوم السريعة، و500 من الأوراق المرسومة، وكتب عدة زاخرة بالرسوم السريعة، ومع
أن ما خلفه من حيث الكمية قليل، إلا أن هذه الآثار وضعته بين فناني الطليعة في
فترة من أعظم الفترات في تاريخ الفن.
Commentaires
Enregistrer un commentaire