التدخين مضاره و الحلول الوقائية

التدخين مضاره و الحلول الوقائية 
أسباب (دوافع ) التدخــين :
 هناك عدة عوامل دون أن يكون لأي منها أفضلية أو أهمية خاصة على ما عداها ولكل شاب أو مراهق دوافعه الخاصة التي قد تختلف عن دوافع الآخرين. وأهم هذه الدوافع هي كالآتي:
1.تساهل الوالدين :
عندما ينغمس الأهل في مثل هذه العادات يصير سهلا على الولد أن يعتقد بأن هذه السجائر ليست بهذه الخطورة وإلا لما انغمس أهله وأقاربه فيها وبهذا فإن الأهل يشجعون أبنائهم عن سابق إصرار وتصميم على تدخين.
2.الرغبة في المغامرة :
ان المراهقين يسرهم أن يتعلموا أشياء جديدة وهم يحبون أن يظهروا أمام أترابهمبمظهر المتبجحين العارفين بكل شيء، وهكذا فانهم يجربون أمورا مختلفة في محاولة اكتساب معرفة أشياء عديدة. فيكفي للمراهق أن يجرب السيجارة للمرةالأولى كي يقع في شركها وبالتالي يصبح من السهل عليه أن يتناولها للمرة الثانية وهكذا.
3.الاقتناع بواسطة الأصدقاء :
الكثير من المراهقين يخشون أن يختلفوا عن غيرهم لاعتقادهم أن هذامن شأنه أن يقلل من ترحيب رفاقهم بهم.
4. سهولة الحصول على السجائر:
إن أقرب السجائر تناولا للمراهق هي تلك الموجودة في بيته وهذا عامل يلعب دورا هاما في انتشار التدخين فأينما ذهبنا نجد أمامنا أنواعا مختلفة نجدها معروضة بطريقة جذابة في السوبر ماركات .
5. الدعاية :
إن الدعاية تعتبر من الدعائم الأساسية التي يقوم عليها الترويج لأي سلعة .
6. التقليد :
انتشار هذه العادة بين معظم الآباء يؤدي لظهور جيل جديد أغلبه من المدخنين فالطفل مثله الأعلى والده لذا يقلده إذا كان مدمنا وكذلك المدرس والممثل والأقارب يقلدهم الطفل إذا كانوا مدخنين .
مخاطر التدخين        :
يشكّك العديد من المدخّنين في حقيقة مخاطر التدخين لتبرير عدم إقلاعهم عنه وكذلك بعض الّذين يرغبون في تجربته، متعلّلين بعدم إصابة العديد من المدخّنين بمرض سرطان الرّئة مثلا رغم أقدميّتهم في التدخين والعدد المرتفع للسّجائر الّتي يدخّنونها يوميّا.
والحقيقة أنّ خطر التدخين على صحّة المدخنين أصبح أمرا مؤكّدا باعتباره ليس فقط عامل خطر للإصابة بعديد الأمراض (وليس فقط سرطان الرّئة) بل عامل الخطر الرّئيسي لذلك. وقد أمكن تحديد نسبة مسؤوليّة التدخين في الإصابة بهذا المرض أو ذاك وكذلك عدد الوفيات المبكرة النّاتجة عن إستهلاك التّبغ. من ذلك مثلا أنّ 3 ملايين شخص يموتون سنويّا في سن مبكرة بسبب التدخين، وأنّ التدخين يسبّب 90% من الإصابات بسرطان الرّئة و80% من الإصابات بسرطان الحنجرة... وهذا يعني أنّ عالما بلا تدخين يمكن من تفادي 90% من حالات سرطان الرّئة...

وبطبيعة الحال، وكما هو الشّأن بالنّسبة لكل العوامل المتدخلة في الإصابة بمرض ما، فإنّ خطر التدخين على صحّة المدخنين لا يعني أنّ كل المدخنين سيصابون بهذا المرض أو ذاك ولكن بنسبة معينة منهم ستصاب به. ولا يمكن تحديد الأشخاص الّذين سيصابون ولا توقيت إصابتهم مسبّقا. ورغم أنّنا نعلم أنّ كبار المدخنين والّذين لهم أقدميّة كبيرة فيه معرضون أكثر من غيرهم لهذه الإصابة، فإنّ هذا لا يعني بأي شكل أنّ من هم أقل استهلاكا وأقدميّة في التدخين في منأى من الإصابة.
ففي مستوى كل فرد مدخن تتداخل العديد من العوامل في تحديد إصابته أو عدم إصابته بمرض ما، ويمكن التعرّف على بعض هذه العوامل بسهولة (مثل وجود عوامل خطر أخرى (شخصيّة أو عائليّة))، ولكن يصعب تحديد البعض الأخر منها مثل مدى قدرة الجسم على التحصّن من هذا المرض أو ذاك.
والمدخّن الّذي يعتقد أنّه، لسبب ما، في منأى من هذه المخاطر مخطئ تماما ويريد إيجاد مبرّرات لمواصلة تدخينه، وهو كمن يعرّض نفسه إلى حادث طريق معتقدا أنّه سيكون من بين النّاجين منه. وتجدر الإشارة إلى أنّ عددا هاما من النّاس (من المدخنين وغيرهم) يقتصرون في تعداد مضار التدخين على ذكر مرض أو مرضين (سرطان الرّئة والتهاب القصبات الهوائيّة المزمن)، وبالتّالي فإنّهم لا يقيمون الصّلة بين ما يلاحظونه من إصابة العديد من المدخنين بأمراض أخرى (أنواع أخرى من السّرطان، أمراض القلب والشّرايين...) وبين تدخينهم ولذلك فإنّهم لا يقدّرون مضار التدخين حق قدرها.
أهمية الامتناع عن التدخين:
يتمتّع الممتنع عن التدّخين بتحرّره من العبوديّة الّتي تكبّل المدخّن وتجبره في العديد من الأحيان على تغيير برامجه ونمط حياته للحصول على التّبغ خاصّة عند نفاده.
كما أنّه ينعم بطعم الأغذية واستنشاق الرّوائح الطيّبة بسهولة وهو ما يفقده المدخّن الّذي تنبعث منه رائحة التدخين الكريهة ويفتقد جمال الابتسامة بفعل تأثير التدخين على الأسنان واللثة.
ويوفّر عدم التدخين لصاحبه قدرات بدنيّة يتمكّن بفضلها من القيام بمختلف المجهودات الّتي يتطلّبها سير حياته وحريّة الحركة والقدرة على القيام بالتنقّلات العادية والفسحة وممارسة مختلف أنواع الرياضات، دون أن يخشى حدوث ضيق في التنفس أو ذبحة صدريّة.
ولئن بدت هذه الأمور بديهيّة بالنّسبة لغير المدخّنين فإنّ مقارنة صحّتهم وقدراتهم ونمط حياتهم مع زملائهم من المدخّنين تبيّن لهم مدى أهميّة ما يجنونه من منافع نتيجة امتناعهم عن التدخين وتدفعهم إلى الإصرار على عدم الانسياق وراء مختلف الإغراءات.
كما أنّ الّذين أقلعوا عن التدخين (قبل أن يصل بهم الأمر إلى الإصابة بالقصور التنفّسي المزمن أو بأمراض القلب والشّرايين أو بمرض السّرطان) يكتشفون لذّة الحياة الحقيقيّة من جديد.
والامتناع على التدخين يؤدي إلى:
- تحسين صحّة أفراد العائلة والمجتمع والتمديد في أمل الحياة.
- توفير ظروف حياة عائليّة سليمة وتجنّب نفقات يمكن صرفها في منافع للعائلة.
- تجنّب نفقات باهظة للتداوي والتعويض عن الغيابات عن العمل.
- احترام الغير والمحافظة على البيئة السّليمة.

طرق الوقاية من التدخين :   
 لا شكّ بأنّ التّدخين هو آفةٌ غزت مجتمعاتنا وانتشرت بين جميع فئات المجتمع انتشار النّار في الهشيم، وإنّ المدخّن وهو يشعل السّيجارة يعلم علم اليقين أنّها تضرّه ولا تنفعه ولكن يدفعه إليها عددٌ من العوامل الإجتماعيّة والنّفسيّة التي لا تشكّل عذراً لمدمني تلك الآفة، وإنّ النّاظر في حال مجتمعاتنا ليدرك حجم وخطورة تلك الآفة وكيف أنّها أصبحت تسيطر على هاجس كثيرٍ من شبابنا وتستهلك جزءً كبيراً من ميزانيّة الأسرة، وإنّ التّدخين هو عادةٌ وإدمانٌ من قبل أشخاص استسلموا لها وأصبحوا رهينة بيدها، وإن هناك طرقاً كثيرةً يمكن أن تساعد الإنسان على التّخلص من هذه العادة الذّميمة وكذلك تقي الإنسان من التّعلق بها أو ممارستها، ومن هذه الطّرق نذكر منها: الوقاية من التّدخين بإشغال وقت الفراغ بالمفيد والصّالح من العمل، فلا شكّ بأنّ الفراغ المتاح لكثيرٍ من النّاس والذي لا يستغل بالشّكل الملائم يشكّل عاملاً محفّزاً ودافعاً لممارسة تلك العادة الذّميمة، ولو أنّ الإنسان أحسن استغلال أوقات فراغه وشغلها بكلّ ما هو مفيد لشغله ذلك عن التّفكير في ممارسة تلك العادة، كما أنّ وضع هدفٍ معيّن نصب عين الإنسان وتركيز الجهود نحو تحقيق هذا الهدف يجعل الإنسان منهمكاً جسديًّاً وفكريّاً في تحقيقه وبالتّالي لا يفكّر يوماً بممارسة تلك العادة. الوقاية من التّدخين من خلال الصّحبة الصّالحة والابتعاد عن الصّحبة السّيئة، فلو نظر الإنسان في حالٍ كثيرٍ ممّن أدمن على هذه العادة لوجد أنّ سبب ممارستها جاء من خلال الصّحبة السّيئة والصّديق السّوء الذي يسوّل لصاحبه فعل المنكرات واقتراف الآثام، وفي الحديث المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل، وبالتّالي على الإنسان أن يحرص على اختيار الصّديق الصّالح الذي يدلّه على العمل الصّالح ويشجّعه على البعد عن المنكرات والعادات الذّميمة مثل التّدخين وغيرها. الوقاية من التّدخين من خلال توضيح مخاطر تلك الآفة للنّاس، وإنّ مسؤوليّة تلك المهمّة تقع في جانبٍ كبيرٍ منها على وسائل الإعلام التي يجب أن تتولى رسالة توجيه النّاس ونصحهم وإرشادهم وبيان مخاطر العادات السّيئة على صحّتهم ومالهم، وإنّ نشرة تبثّ على شاشة التّلفزيون تكون كفيلة بإرشاد النّاس وتوجيههم وبيان الحقيقة لهم، كما أنّ الصّورة أحياناً تكون أبلغ من الخبر، ومثال على ذلك ما يوضع على علب السّجائر من صور لرئة قد نخرها الدّخان وكساها السّواد حيث تكون منفّرة لأصحاب العقول السّليمة من البشر من ارتكاب مثل تلك العادة الذّميمة.








Commentaires

Articles les plus consultés